رسالة تهنئة من الأخ محمد عبد العزيز، رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، إلى الدكتور العباسي السباعي، بعد خروجه المظفر من غياهب السجون المغربية.
بسم الله الرحمن الرح
" يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون "
صدق الله العلي العظيم
الأخ العزيز، المناضل والمعتقل السياسي الصحراوي الدكتور العباس محمد الشيخ السباعي
ها أنت تشق طريقك مجدداَ، بشموخ وعزة وكبرياء، حراً طليقاً، رغم أنف العتاة الظالمين، الغاصبين المحتلين، بعد أن عانيت الأمرين وكابدت أقسى ظروف السجن والاعتقال، فصبرت صبر أيوب وقاومت مقاومة الأبطال الصناديد وجاهدت جهاد المرابطين الصابرين.
أراد عتاة المخزن المغربي أن يحطموا إرادتك، أن يثبطوا عزيمتك، أن يكسروا شكيمتك، فتحطمت عجرفتهم على صخرة عنادك وتلاشت عنجيهتهم أمام صلابتك وقوة إصرارك.
أمضيت أكثر من خمسين يوماً مضرباً عن الطعام، وقاومت بمعدة خاوية وجسم نحيل هزيل، ولكن بنفس أبية وإيمان راسخ، فما تزحزت عن مبادئك ولا تنازلت عن مواقفك. لم تخش الوعيد والتهديد والعقاب، ولم تستسلم للترهيب ومحاولات العزل والاختطاف، وصنوف الابتزاز والترغيب.
تعاملت مع غطرسة سلطات الاحتلال المغربية بكل ما يليق بها من ازدراء وتجاهل واحتقار، وعزمت على المضي على طريق الشرف والإباء، رغم كل ما عانيت من أخطار محدقة، وآلام مبرحة، حتى صار الجسد في قمة التعب والإرهاق، وما ذلك إلا لأنه " إذا كانت النفوس كباراً، تعبت في مرادها الأجسام".
لقد رفعت رؤوس أهالينا في امحاميد الغزلان عالياً، ومثلت إباء وعزة وأنفة الصحراوي الذي يأبى الضيم ويرفض الإهانة وينبذ الاحتقار ولا يرضى بغير الحق والعدل والحرية والكرامة.
الصحراويون اليوم، في امحاميد الغزلان وزاكورة ووارززات، وفي جنوب المغرب وفي الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية، في مخيمات العزة والكرامة وفي الأراضي المحررة وفي كل مكان، يرون فيك مثالاً جديداً متجدداً في قوة الإرادة وصلابة العزيمة ومتانة الاستماتة في الدفاع عن الموقف والتشبث بالمبدأ.
هل كانت السلطات المغربية بانتهاجها كل الأساليب المخزنية الدنئية طامعة في أن تثني الدكتور العباس السباعي عن تشبثه بحق تقرير المصير للشعب الصحراوي، كمبدأ دولي مقدس، تكفله المواثيق والقرارات الدولية؟
أم هل كانت تطمع في أن تثني الدكتور العباس السباعي عن حمل هموم أهله ومنطقته، امحاميد الغزلان، وسعيه الصادق المخلص النزيه للمساهمة في بنائها وتشييدها وتخليصها من واقع العزلة والتهميش والتجاهل الذي ترزح تحته؟
أكثر من خمسين يوماً من الإضراب البطولي عن الطعام كانت أكثر من كافية لتكون رداً شجاعاً، صارماً، حازماً ونهائياً بأنه " لا تراجع لا استسلام، والمعركة إلى الأمام ".
الأخ العزيز، المناضل والمعتقل السياسي الصحراوي الدكتور العباس محمد الشيخ السباعي
ولا يمكن أن تمر مناسبة كهذه دون أن نعبر عن عميق الشكر والتقدير والتثمين لأهالينا الشرفاء الكرام في امحاميد الغزلان وزاكورة ووارززات، الذين لم يخذلوا ابنهم البار ولم يتخاذلوا ولم يتوقفوا لحظة عن الكفاح والنضال، بكل السبل، لكي يتم إطلاق سراحه، بدون قيد أو شرط، بكل ما يعني ذلك من تشبثهم الراسخ بمواقفه المعلنة، ورفضهم القاطع لكل السياسات والممارسات المغربية بحقهم وبحق منطقتهم.
إننا إذ نهنئك على هذا الانتصار الساحق الجديد لقوة الحق على قوة الظلم والاستبداد، فإننا نحيي فيك شجاعتك ونكبر فيك صمودك ونقدر فيك إصرارك ونثمن فيك وفاءك لمبادئك ومثلك وقيمك.
نحن لا نقول بأن السلطات المغربية قد أطلقت سراحك، فليس لها أي حق أصلاً في أن تعتقلك أو تضعك في السجن، ووجودك خارج السجن حق طبيعي مشروع، وليس منة من أحد، ولذلك نحن نقول بأنك خرجت معززاً مكرماً من زنازن الظلم والاستبداد المغربي، رافعاً رأسك شامخاً لأنك تمثل إرادة ومشاعر وأحاسيس وطموحات وآمال الجماهير الصحراوية العريضة وكل عشاق الحرية في العالم.
إنه لكل ذلك، ولأنك واحد من إخواننا وأشقائنا وابنائنا وفلذات أكبادنا وأهلنا وذوينا في امحاميد الغزلان فإننا، وباسم شعب وحكومة الجهورية العربية الصحراوية وقيادة جبهة البوليساريو، نتقدم إليك بأحر التهنئة واصدق التبريكات التي تليق بمقامك كمناضل ومكافح وثائر ومجاهد ضد كل أشكال الظلم والظغيان.
فهنيئا لك هذا الانتصار، وهنيئاً لعائلتك التي رافقتك بكل قلق وانشغال، ولكن بكل صبر وثقة وأناة، وهنيئاً لأهلنا في امحاميد الغزلان وزاكورة ووارزازات، وهنينئاً لكل الصحراويات والصحراويين، أينما تواجدوا، ما ضاع حق وراءه مطالب، ولا نامت أعين الجبناء.
محمد عبد العزيز،
رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية
الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب
No hay comentarios:
Publicar un comentario